شرف يتوجه إلى الخليج عقب خيبة أمله مع الولايات المتحدة

تناولت صحف عربية صادرة صباح اليوم الجمعة، عددا من الشؤون والقضايا المصرية التي كان على رأسها توجه الحكومة إلى الخليج عقب رفض واشنطن إلغاء الديون المصرية، ونفي وزارة الداخلية تلقي أعوان الرئيس المخلوع وأبنائه معاملة خاصة داخل طرة، وتصريحات باحث إسرائيلي بشأن إعادة رسم التحالفات الإقليمية عقب اندلاع الثورات العربية، بجانب الجدل الدائر حول استغلال الزكاة في إنشاء أحزاب جديدة.


مارشال خليجي

وتساءلت صحيفة "الدار" الكويتية عما إذا كان رئيس الوزراء عصام شرف سيطالب بمشروع "مارشال خليجي" يعوض الرفض الأمريكي لتمويل مشاريع ما بعد ثورة 25 يناير؟ مضيفا أن هذا ما يبدو في صلب تحرك سياسي مصري لمواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية شديدة الوطأة والبحث عن مساعدات مالية وفرص استثمار عربي - خليجي لمصر، حيث يبدأ شرف، غدا السبت، على رأس وفد سياسي واقتصادي رفيع، يضم أكثر من سبعة وزراء، جولة خليجية هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك واندلاع الثورة المصرية.

وقالت الصحيفة إن مصادر رئاسة الحكومة المصرية كشفت أن السلطات تعول كثيرا من الاهتمام على جولة الوفد المصري لدول الخليج حيث جرت ترتيبات واتصالات طيلة الأيام الماضية للبحث في سبل إنجاح هذه الجولة وتحقيق نتائج سريعة وعاجلة ذات مردود اقتصادي سريع في ضوء عجز شديد تواجهه الموازنة المصرية حاليا وانكشاف الغطاء المالي المصري حاليا بعد خيبة الأمل التي تواجهها مصر حاليا في ضوء تعثر الاتصالات والتحركات المصرية الأخيرة باتجاه الولايات المتحدة التي رفضت مطالب الوفد المصري الذي زار واشنطن الأيام الثلاثة الماضية بشأن رفض واشنطن إلغاء الديون المصرية للولايات المتحدة، أو إعطاء مساعدات مالية عاجلة تقدر بنحو 7 مليارات دولار.

وأشارت إلى أن واشنطن أبلغت الوفد المصري برئاسة سمير رضوان وزير المالية وفاروق العقدة محافظ البنك المركزي ووزراء التجارة والاستثمار، أن الأزمة الاقتصادية والعجز في الموازنة الحالية لا تسمح لواشنطن بإلغاء الديون المصرية أو التعاطي مع طلب مصر بالحصول على معونات عاجله
وتابعت الصحيفة أن مصادرها أكدت لها أن الرد السلبي الأمريكي دفع الجانب المصري إلى التحرك سريعا نحو دول الخليج والاعتماد عليها لإنقاذ الاقتصاد والوضع المالي المصري الحرج حاليا خاصة في ضوء إصابة الحياة الاقتصادية والاستثمارية بالشلل التام حاليا، حيث لم يدخل إلى السوق المصري حتى أمس دولار واحد للاستثمار منذ وقوع الثورة المصرية في 25 يناير الماضي.


أعوان مبارك

وأبرزت صحيفة "القدس العربي" اللندنية نفي اللواء نزيه جاد الله مساعد وزير الداخلية لقطاع السجون ما ينشر بشأن حياة الخمس نجوم التي يحياها كبار رموز النظام البائد داخل السجون وعبر عن دهشته من معظم ما يتم تسريبه لوسائل الإعلام عن حياة رغدة وجلسات سمر تعقد داخل اروقة الزنازين بين وزراء ومسؤولي حكم مبارك لا تمت للحقيقة بصلة.

وأضافت الصحيفة أن جاد الله شدد على أن الحزن والاكتئاب هما عنوانا سجن طرة منذ أن تدفق عليه رموز الحكم البائد، مشيرا إلى أنه لا يوجد متفائل واحد بين النزلاء بل جميعهم تكسو وجوههم ملامح الهزيمة والندم ولا يخرجون من زنازينهم إلا في أضيق الحدود وذلك خلال فترة الاستراحة التي تستمر لساعتين يومياً.


تغيير السياسة

ونقلت الصحيفة عن يوآل جوزنسكي الباحث في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب القول، إنّ نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك اعتبر إيران منافسةً أساسيةً له على الزعامة الإقليمية، وأنها تسعى لزعزعة استقرار النظام في القاهرة، مضيفا إلى أنه يبدو أن ربيع الشعوب العربية سيؤدي إلى إعادة رسم خريطة التحالفات الإقليمية. ومن الأمثلة على ذلك، سعي مصر ما بعد مبارك للتقارب مع إيران، وبروز أصوات في القاهرة تتحدث عن الحاجة إلى إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وأضاف جوزنسكي أنه ليس واضحاً ما إذا كانت مصر ستغير بصورة جوهرية السياسة الخارجية التي انتهجتها خلال العقود الثلاثة الأخيرة. فمثل هذا التغيير لن يلحق ضرراً بعلاقة القاهرة مع إسرائيل فقط، بل أيضاً بعلاقتها مع معسكر الدول المعتدلة وفي طليعتها السعودية ودول الخليج العربي التي تشهد تدهوراً كبيراً في العلاقة مع طهران.


أموال الزكاة

وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية إن الجدل حول الأحزاب في مصر لم يقتصر على قانونها الجديد الذي ينظم طرق إنشائها، ورفع الدعم المالي للدولة عنها، بل امتد إلى مطالبة الأحزاب الجديدة بتخصيص جزء من أموال الزكاة لتأسيسها على اعتبار أن هذه الأحزاب تدخل في نطاق الشأن العام في المجتمع وضمن فئة وفي سبيل الله.

وأضافت الصحيفة أن الأحزاب استندت إلى قيام جماعة الإخوان المسلمين بالحصول على أموال من أعضائها كزكاة مال حسب تصريحات أحد قياداتها وحصول بعض الحركات السياسية على تمويل من خارج البلاد. وبينما حذر علماء أزهريون من استخدام أموال الزكاة في غير مصادرها الشرعية، أجاز ذلك البعض الآخر. ووصف هذه الخطوة قيادات جماعة الإخوان بأنها مفسدة عظيمة.