فى مفاجأة غير متوقعة، اقتحمت قوات من الأمن المركزى فجر اليوم، السبت، ميدان التحرير، فى محاولة لفض الاعتصام بالميدان، فى الوقت الذى قامت فيه وحدة من القوات المسلحة باعتقال الضباط المعتصمين بالميدان.
وقال شهود عيان، إنهم فوجئوا بقوات الأمن المركزى ووحدات مدرعة باقتحام ميدان التحرير، مطالبين بإخلائه، بعد أن دعوا ضباط القوات المسلحة، الذين انضموا للاعتصام مرتدين ملابسهم العسكرية، بفض اعتصامهم.
من ناحية أخرى ، أكدت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية، أن كافة القوى السياسية التى تنضوى تحت لوائها، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف شباب الثورة، لم تطلب من أنصارها الاعتصام فى ميدان التحرير عقب انتهاء فعاليات "جمعة التطهير والمحاكمة".
وقال الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين مساء أمس، إن الإخوان يلتزمون بموقف اللجنة التنسيقية، باعتبارهم أحد أعضائها الذين وقعوا على بيانها، وهو البيان الذى وصفه بأنه كان واضحا فى عدم الدعوة للاعتصام والمبيت فى ميدان التحرير، تجدر الإشارة إلى أن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية هى المظلة السياسية التى تضم الغالبية العظمى من القوى السياسية الفاعلة فى تنظيم أحداث ثورة 25 يناير ومنها مجلس أمناء الثورة، وجماعة الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغيير، وائتلاف شباب الثورة، وتحالف ثوار مصر، وائتلاف مصر الحرة، وحركة شباب 25 يناير، وائتلاف الأكاديميين المستقلين.
وأكد مصدر مسئول فى اللجنة التنسيقية - فضل عدم الكشف عن هويته - أن هناك توافقا داخل اللجنة بشأن الموقف من اعتصام بعض الثوار والمتظاهرين والناشطين السياسيين داخل ميدان التحرير، وهذا الموقف يتلخص فى أن أى اعتصامات أو دعوات للمبيت فى الميدان هى عمل فردى لم تتم الدعوة له من جانب أى من القوى السياسية الموقعة على بيان اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية.
وقال محمد طمان المتحدث الرسمى باسم مجلس أمناء الثورة، أن التوافق العام داخل اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية يؤكد على ضرورة الالتزام بمواعيد حظر التجوال.
من ناحية أخرى ،تعهد المجلس العسكرى بالحزم فى فرض وتطبيق القانون، إذا ما اقتضى أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك، متهماً عناصر من الخارجين عن القانون بالقيام بأعمال شغب وترويع للمواطنين بميدان التحرير، وعدم الالتزام بتوقيتات حظر التجوال بعد تظاهرة أمس الجمعة، التى وصف الجيش من قام بها بأنهم مواطنون شرفاء.
وكشف بيان للقوات المسلحة أن هناك أفراد ادعوا انتماءهم للقوات المسلحة، كما قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء بالتصدى لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال دون أى خسائر.
وشددت القوات المسلحة ، فى بيانها ،على أنها لم ولن تسمح بأى عمل، أو إجراء قد يضر بأمن وسلامة الوطن والمواطنين.
وكان عدد كبير من المعتصمين بميدان التحرير قد قاموا بوضع أسلاك شائكة وحواجز حديدية فى مداخل ومخارج شوارع الميدان، فيما تحولت ساحة الميدان إلى ساحة للجدال والحوارات بين التجمعات المتفرقة لتفسير ما حدث فجر أمس الجمعة.
وتجمع المتظاهرون حول سيارتين للقوات المسلحة محروقتين بجانب الميدان، وردد شهود عيان أن الحريق تم فجراً أثناء أحداث المواجهة التى تمت بين المعتصمين لصد هجوم عدد كبير من المهاجمين غير معروفى الهوية.