أرسل موسى حسن يقول: قمت بإجراء عملية غضروف فى الظهر منذ10 سنوات، ثم قمت بعمل أشعة رنين مغناطيسى على الفقرات القطنية التى كشفت أنى أعانى من وجود التهابات فى الفقرات القطنية، كيف يمكن علاج هذه الالتهابات؟
يجيب الدكتور استشارى العلاج الطبيعى وعلاج السمنة قائلا، حدوث تليفات أو التصاقات حول الجذر العصبى بعد جراحة إزالة الغضروف فى منطقة الظهر أمر شائع جدا، فى الواقع إن ذلك شائع الحدوث حتى بعد العمليات التى تأتى بنتائج جراحية ناجحة، فضلا عن المرضى الذين يعانون من استمرار آلام الظهر أو ألم فى الساق بعد الجراحة، لهذا السبب، يجب علينا أن نفرق جيدا بين التليفات أو الالتصاقات باعتبارها سببا محتملا للألم بعد العملية الجراحية وبين ما يسمى متلازمة فشل جراحة إزالة الغضروف.
تشكيل الأنسجة الليفية هو جزء من عملية الشفاء الطبيعية بعد عملية جراحية فى العمود الفقرى، فى حين يمكن أحيانا لهذه التليفات، أن تكون سببا لآلام الظهر أو ألما فى الساق، وهذه التليفات أو الالتصاقات لا تسبب ألما فى حد ذاتها لأن هذا النوع من الأنسجة ليس به نهايات عصبية، ولكن يمكن أن تلام هذه الالتصاقات أو التليفات باعتبارها سببا لألم الظهر أو الساق فقط إذا كانت بالقرب من الجذر العصبى وتسبب مضايقة له أو ضغطا عليه.
ولذلك فإنه يجب دراسة الأسباب الأخرى للألم بعد جراحة الظهر، فإذا كان المريض يعانى من آلام الظهر أو ألم فى الساق بعد جراحة استئصال الغضروف، فلابد من الفحص الدقيق، واستخدام تقنيات التصوير التشخيصى المناسبة مثل الرنين المغناطيسى وغيره، لتحديد سبب الألم بدقة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك جلسات للعلاج الطبيعى التى يمكن القيام بها قبل وبعد جراحة العمود الفقرى التى من شأنها الحد من تكون هذه التليفات والالتصاقات.
ولكن قبل أن نشرح هذا لابد من أن نطمئن المرضى أن أغلب الحالات الجراحية بعد استئصال الغضروف القطنى لا تتكون لديها هذه التليفات وتكون الجراحة ناجحة ويتخلص المريض من الألم بنسبة كبيرة، المهم فى ذلك اختيار الجراح ومكان إجراء الجراحة، والبدء فى العلاج الطبيعى بعد الجراحة فى التوقيت المناسب فهذا يقلل حدوث الالتصاقات ويساعد المريض على استعادة نشاطه الطبيعى بشكل سليم وبسرعة مناسبة.
فى العادة تظهر أعراض آلام الظهر أو الساق بسبب التليفات أو الالتصاقات بعد الجراحة بـ 6 حتى 12 أسبوعا، ويسبق هذا غالبا فترة أولية يخف فيها الألم بشكل ملحوظ، بعدها يشعر المريض بالألم يعود ويتزايد ببطء سواء فى الساق أو فى الظهر.
ففى بعض الأحيان، يحدث تحسن فورى للألم بعد جراحة الظهر، ولكن أحيانا يكون قد حدث تلف فى الأعصاب من طول الضغط عليها بسبب الغضروف، مما يجعل شفاء العصب يكون ببطء أكثر، ففى هذه الحالة يستمر المريض يشعر بألم فى الساق أو آلام الظهر مباشرة بعد جراحة العمود الفقرى، ولكن يبدأ فى التحسن خلال الشهور الثلاثة القادمة، فنحن نطمئنه إن هذا التحسن سيستمر، ولكن إذا لم يحدث أى تحسن لمدة ثلاثة أشهر بعد الجراحة، فمن غير المرجح أنها كانت ناجحة، وسيستمر المريض يتحمل آلام الظهر أو ألما فى الساق.
وتجدر الإشارة إلى أن استمرار الألم بعد جراحة العمود الفقرى وإزالة الضغط من المرجح أن يكون بسبب عوامل أخرى مثل عدم تشخيص المرض جيدا بأن يكون الألم بسبب آخر غير الانزلاق الغضروفى، أو انزلاق غضروفى جديد فى فقرة أخرى، وغير ذلك.
والعلاج الطبيعى بالإضافة إلى أنه يلعب دورا هاما فى التقليل من حدوث الالتصاقات أو التليفات باتباع الجلسات والإرشادات قبل وبعد الجراحة، إلا أنه يلعب الدور الأكبر فى علاج آلام الظهر والساق فى حالة حدوث تلك الالتصاقات أو التليفات، وقد يكون هو العلاج الوحيد، حيث إن التدخل الجراحى لإزالة هذه الالتصاقات أو التليفات غير مرغوب فيه، وأيضا الاستمرار فى تعاطى المسكنات مهما كانت خفيفة، قد يكون له أثر سلبى على الكبد وعلى الكليتين.